تأسست جمعية الإتحاد النسائي العربي في مدينة نابلس عام 1921، وقد تعاقب على إدارتها عدد من الهيئات الإدارية المنتخبة من سيدات المجتمع في مدينة نابلس ممن تركن بصمات واضحة على مسيرة العمل الخيري الفلسطيني وساهمن في بناء المجتمع المدني بالرغم من ظروف الاحتلال والحصار والاوضاع التي مر بها شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
وفي سبيل تحققي رؤيتها وتجسيد رسالتها في المجتمع الفلسطيني أنشأت جمعية الإتحاد النسائي عددا من المؤسسات الوطنية وهي:
• مركز دار اليتيمات عام 1952.
• مركز النور للكفيفات عام 1962.
• مستشفى الإتحاد النسائي عام 1971.
• كلية الحاجة عندليب العمد للتمريض والقبالة عام 2000.
• روضة الإتحاد النسائي عام 1998.
لقد مرت مسيرة جمعية الإتحاد النسائي العربي في مراحل عده نستطيع اجمالها كما يلي:
أولا: مرحلة التأسيس: جاءت فكرة إنشاء تجمع نسوي في نابلس يعنى بشؤون المرأة والتي كانت أكثر الفئات المتضررة من الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة حيث انعكست جملة هذه الأحداث على المنطقة وعاشت في اجواء عاتية من الفقر والجوع والمرض لدى غالبية ابناء شعبنا الفلسطيني عموما والمرأة بشكل خاص.
لقد شكلت رغبة المرأة الفلسطينية عموما والنابلسية خصوصا في العطاء وشد ازر الرجل وتخفيف أعباء الحياة بالمشاركة الإيجابية والفعالة دافعا اساسيا وهاما عبر عن وعي المرأة الفلسطينية ونضوجها وفهمها وإدراكها للواقع الذي تعيش فيه فانطلقت لخدمة أبناء شعبها ولاحقا عبر مراحل التاريخ تطورت هذه الخدمات وتم مأسستها.
• تاسست جمعية الإتحاد النسائي العربي عام 1921 على يد مجموعة من سيدات فلسطين ونابلس وغرست جذورها قوية في أعماق العمل الاجتماعي والخيري خدمة لأبناء شعبنا الفلسطيني بإدارة وقيادة سلسله متعاقبة من الهيئات الإدارية من بنات نابلس ممن نذرن انفسهن لعمل الخير لصالح ابناء شعبنا الفلسطيني.
• يسجل للآنسة مريم هاشم بنت مدينة نابلس والتي أخذت زمام المبادرة لحشد ثله طاهرة من بنات نابلس للقيام بهذا الواجب نيابة عن كافة النساء.
• عاشت البلاد العربية فترة تأسيس الجمعية ظاهرة تحرير المرأة والتي بطريقه أو بأخرى شجعت النساء في فلسطين والعالم العربي على اخد زمام المبادرة، إلا أن النساء في نابلس كن متميزات في تحرير المرأة فركزن على جوهر التحرير وليس على شكله والذي قادته هدى شعراوي بخلع (الملاية)، فكان تحرير النساء في نابلس بمحاربة الأمية والحرص على تعليم النساء وخدمة الجرحى والمصابين والفقراء والأيتام من ابناء شعبنا.
ثانيا: ما بين النكبة والنكسة ( 1948-1967): تمكنت الجمعية خلال هذه المرحلة من الانتقال الى مأسسة العمل الخيري في فلسطين وبناء مؤسسات تتبع للجمعية تساعدها في تحقيق أهدافها حيث تم:
• المساهمة في تقديم خدمات الإسعاف والإنقاذ لجرحى ومصابي جيش الإنقاذ في مستشفى الشهباء عام 1948 والذي أقيم في مركز شرطة المدينة حاليا وقد برز من المتطوعات في مدينة نابلس كل من: الآنسة فاطمة سعيد أبو الهدى حيث تولت مهمة المساعدة في إعداد الطعام، الآنسة عدله عبدالقادر فطاير حيث تولت مهمة المساعدة في غرفة العمليات والسيدة بشرى سعيد بك طوقان حيث تولت مهمة تقديم المساعدات الدفاعية والتمريض.
• جمع التبرعات العينية والمادية لمساعدة المهجرين.
• بدء العمل لإقامة مستشفى توليد اهتم بتقديم خدمات الولادة للاجئات الفلسطينيات.
• تأسيس النادي الثقافي وتسجيله عام 1952.
• تأسيس مركز دار اليتيمات عام 1952.
• تأسيس مركز النور للكفيفات عام 1962.
• بعد انتهاء الحرب عام 1948 وعلى أثر ما تعرضت له الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني كأثر مباشر للنكبة، فقد حرصت الجمعية على ان تسهم بدورها في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني للتخفيف من آثار النكبة حيث نشطت مع المؤسسات الأخرى من أجل نصرة المستضعفين ومساعدة المهجرين وتقديم ما أمكن لهم من عون ومساعدة في إطار العمل الخيري والاجتماعي والإنساني ولم تدع مجالا اجتماعيا خيريا إلا وسلكته.
• نجحت الجمعية خلال هذه الفترة من إنشاء مستشفى لمعالجة النساء والأطفال من أبناء اللاجئين الفلسطينيين بمؤازرة من هيئة الصليب الأحمر الدولية في عام 1950 ولعب الدكتور وليد قمحاوي دورا هاما في ذلك.
• افتتحت الجمعية مستشفى توليد خاص بالنساء اللاجئات الذين هجروا من ديارهم خلال هذه الفترة.
ثالثا: ما بعد النكسة الى الآن
• انطلقت الجمعية الى تأسيس اول مؤسسه صحية حيث كان مستشفى الإتحاد النسائي عام 1970 حيث تم الإعلان عنه رسميا.
• لعبت الجمعية والمستشفى خصوصا دورا كبيرا في خدمة ابناء شعبنا الفلسطيني والمناضلين المصابين في انتفاضة الحجارة 1987.
• تأثرت الجمعية ومؤسساتها وخصوصا المستشفى بحالة الفوضى والفلتان الأمني التي عاشتها المدينة خلال السنوات الماضية مما اثر سلبا على مسيرتها.
• تأثير الاحتلال والضغوط والإعاقة لعمل المؤسسات الوطنية شكل سببا كبيرا في اعاقة تطور الجمعية ونموها وتقديم خدماتها لأبناء شعبنا الفلسطيني بشكل افضل.
لقد تمكنت الجمعية خلال العقد الأخير من تحقيق جملة إنجازات نوعية نذكر منها:
o بناء النظم الإدارية والمالية للجمعية ومؤسساتها المختلفة وتدوين الإجراءات المتعلقة بطبيعة العمل وتطوير النماذج والسجلات للتوافق مع أحدث المعايير العالمية والتي تؤهلها للحصول على الأيزو.
o إقامة شبكة علاقات عامة كبيرة من خلال التواصل مع المؤسسات والجهات المانحة والذي انعكس إيجابا على حجم التمويل الخارجي للجمعية والذي أسهم بتمويل مشاريع نفذتها الجمعية خلال العقد الاخير تجاوز 2 مليون دينار أردني.
o افتتاح برنامج القبالة والذي اعتبر تطورا نوعيا أسهم في سد احتياج القطاع الصحي الفلسطيني في هذا المجال.
o إقامة المبنى الدائم لكلية الحاجة عندليب العمد للتمريض والقبالة بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي حيث تم الانتهاء من مرحلة العظم والتشطيب وإنهاء الاستعدادات لمرحلة التأثيث والافتتاح والذي يتوقع أن تبلغ أجمالي تكاليف المشروع قرابة 2 مليون دولار أمريكي حيث سيكون المبنى الدائم لكلية المهن الطبية المساندة الأولى على مستوى شمال الضفة الغربية.
o حوسبة مستشفى الإتحاد النسائي ليكون أول مستشفى الكتروني على مستوى شمال الضفة الغربية، وأول مستشفى فلسطيني يتم حوسبته بعقول وخبرات فلسطينية حيث تم بناء قواعد البيانات الخاصة بالمستشفى من خلال شركة إسراء في نابلس.
o إعادة تأهيل وتطوير وصيانة مبان الجمعية والمستشفى ومركز اليتيمات ومركز النور للكفيفات وروضة الإتحاد النسائي والمبنى الحالي لكلية الحاجة عندليب العمد للتمريض والقبالة.
o بناء وتطبيق الكادر الوظيفي الإداري والمالي لمختلف مؤسسات الجمعية.
o الانتقال الى مرحلة التخطيط الاستراتيجي في عمل الجمعية حيث تعكف الجمعية حاليا على تطوير خطة استراتيجية للجمعية وقد انتهينا من وضع خطة استراتجية خاصة بكلية الحاجة عندليب العمد للتمريض والقبالة وأخرى للمستشفى.
o المشاركة بفاعلية في مختلف الأنشطة الوطنية والخيرية وتنظيم وإقامة العديد من الأنشطة وورش العمل وتنظيم الاحتفالات المختلفة.
o الانتهاء من تنفيذ مشروع وقفية اليتيمات والكفيفات حيث تم شراء طابق بعمارة سكنية في نابلس يرصد ريعه لصالح اليتيمات والكفيفات.
Ο افتتاح مركز مريم هاشم لفنون الطعهي وتقديم الطعام كبرنامج رائد على مستوى شمال الضفة الغربية.
اما اهم تطلعات الجمعية للمستقبل فهي:
أولا: استمرار خدمة ابناء شعبنا الفلسطيني: يعتبر مؤشر خدمة ابناء شعبنا الفلسطيني في نابلس خصوصا ومنطقة شمال الضفة الغربية وفلسطين عموما هو حجر الزاوية في رسالة جمعية الإتحاد النسائي العربي ورؤيتها لدورها كجمعية ريادية في مجال العمل الخيري في فلسطين ومن اقدم المؤسسات على مستوى الوطن الفلسطيني وقد تجلت هذه الرؤية والرسالة في جملة الغايات والأهداف الإستراتيجية التي صاغتها الجمعية لنفسها في المراحل المختلفة من عملها في مدينة نابلس، منطلقة من المفهوم الشامل للخدمة المجتمعية والذي تجاوزت فيه مفهوم المساعدات الاجتماعية العينية أو المادية لمأسسة العمل الخيري والتوسع الأفقي والعمودي به ليشمل قطاع التعليم والصحة باعتبارهما من الاساسيات في الخدمة الاجتماعية المتعارف عليها بين مؤسسات العمل الخيري فكان تقديم خدمات متميزة في:
• صندوق المريض الفقير: الذي يسهم في دفع فاتورة العلاج للمرضى الفقراء والحالات الاجتماعية التي عاندتها ظروف الحياة القاسية.
• صندوق الطالب الفقير: الذي يسهم في تخفيف الأعباء عن الطلبة الفقراء ويجعل فرصة اكمال تعليمهم ممكنا.
• ايواء اليتيمات: حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها الانتقال النوعي في خدمة اليتيمات من تقديم مساعدات مادية بسيطة أو عينية موسمية للأيتام وأسرهم الى توفير المأوى لليتيمات وما يصاحب ذلك من توفير جو اسري نموذجي فبالإضافة للمسكن والمأكل والمشرب والملبس تقدم الجمعية الخدمات التعليمية والصحية والترفيهية وخدمات الدعم والإرشاد النفسي حيث نهدف بذلك الى دمج اليتيمات في المجتمع بشكل كامل، لذا حرصنا على أن يتلقين تعليمهن المدرسي في المدارس الحكومية مع باقي مختلف شرائح المجتمع.
• تأهيل الكفيفات: لاحظت جمعية الإتحاد النسائي العربي في نابلس ضعفا في العناية في هذه الشريحة الهامة من ابناء شعبنا وخصوصا فئة الفتيات فكان إنشاء مركز النور للكفيفات نقله نوعية على المستوى الوطني حيث تقوم فلسفة هذا المركز على استيعاب الكفيفات وتأهيلهن على بعض المهن المنتجة وتسويق هذا الإنتاج ليصبحن قادرات على الإنفاق على أنفسهن وعلى عائلاتهن وبذلك يتحولن من عبئ ثقيل على العائله الى عنصر منتج.
ثانيا: تحقيق قيم الإتقان والتميز والشفافية: بعد ان تجاوزت جمعية الإتحاد النسائي العربي في نابلس مرحلة التأسيس والتمكين وإنشاء المؤسسات اتجهت الى مرحلة بناء وتطوير المؤسسات من الداخل لتكون في مستوى لائق بتقديم الخدمات لأبناء شعبنا الفلسطيني بشكل محترم، وقد قامت في سبيل ذلك بتحقيق مجموعة من الإنجازات على مدار السنوات الماضية وخصوصا في العقد الاخير من عمر الجمعية حيث تمكنت الجمعية بفضل الله أولا وجهود هيئاتها الإدارية المتعاقبة والعاملين في مختلف مؤسسات الجمعية بمختلف مستوياتهم الوظيفية من مراكمة الإنجازات الكبيرة.
ولذا نجمل فتقول أن مسيرة المرأة الفلسطينية عموما والنابلسية على وجه الخصوص وما حققته من إنجازات وإبداعات رائعة لخصتها مسيرة جمعية الإتحاد النسائي العربي في نابلس منذ مرحلة التأسيس الأولى والى ايامنا الحاضرة لتعبر عن مدى قدرة النساء في هذه المدينة الباسلة على صناعة الإنجاز وتطويره والإبداع في المحافظة عليه ومراكمة الإنجازات بعضها فوق بعض فصنعت صرح الإتحاد الكبير ليكون مفخرة لأبناء فلسطين في حلهم وترحالهم وما التكريم الذي حصلت عليه الجمعية في العامين الآخرين 2011 و 2012 من خلال تكرميها في قائمة الجمعيات في الوطن العربي الأكثر شفايفة ولتحقيقها قيم التميز والإتقان إلا دليل عملي وواقعي من جهة غير فلسطينية ومحايدة أننا استطعنا كنسوة نابلس ومن مختلف العائلات أن نرتقى في هذه الجمعية مما لم يحسنه الآخرون فكانت الجمعية الوحيدة من محافظة نابلس ممن تم اختيارها لقائمة فوربس للجمعيات الاكثر شفافية في العالم العربي. مع تأكيدنا على حبنا وتقديرنا لكافة المؤسسات واستعدادنا لمد يد العون للجميع للتعاون في خدمة ابناء شعبنا الفلسطيني.